رمضان فرصة ثمينة أنعم الله بها على المسلمين كل عام مرة و وعدنا الله فيه بالغفران و العتق من النيران فطوبى لمن أدرك هذا الشهر و تعبّد و تقرب إلى الله فيه.
فشهر رمضان شهر وجب التعامل معه بما يليق بالفضائل التي خص الله بها عباده في هذا الشهر. فرمضان شهر تُضاعف فيه الحسنات و تُمحى فيه الذنوب و الخطايا.
فالمؤمن العاقل لا يسمح لنفسه و لا للشيطان أن يُضيّعا عليه فرصة الشهر الفضيل، و للإستفادة من مكارم الشهر وجب الاِستعداد له.
كيف أستعدّ لرمضان ؟
تذكر أخي الكريم أختي الكريمة أن من أعظم أنعم الله علينا أن يبلّغنا رمضان و الكثير من هم الآن تحت الثرى يتمنون لو أدركوا رمضان.
1- التوية النصوح ، الاستغفار و الكف عن الخطايا
كثرة الذنوب تُميت القلب و تمنع توفيق الله لعباده لأداء الطاعات و العبادات و إلا كيف لنا أن نعرف فضل العبادات و نرغب في أدائها لكننا لا نفعل؟ فالله يوفّق عباده الصالحين و يعصمهم من الخطايا، و كلما أبتعدنا عن الذنوب و الخطايا سهُل علينا أداء الطاعات.
2- النية الصادقة
إن النية لها أثرٌ كبير في التوفيق للطاعات و إنّ الله يجزي المؤمن على النية الحسنة فقط فمن نوى صيام رمضان و قيّامه فحتى و إن لم يُدركه فإ أجره على الله ، لما جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري (6491) و مسلم (131) في صحيحهما عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِيمَا يَرْوِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : ( إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً )
فلننوي من الآن صيام رمضان و قيامه و إنّ الله هو العليم بالنيّات فلنجعل نياتنا خالصة لوجهه الكريم.
فكم سيموت من المسلمين قبل رمضان بأيام بل وساعات!لكن من كانت نيته خالصة صادقة في صيام الشهر الفضيل و قيامه
سيُكتب له أجرٌ بإذن الله تعالى.
3- الإرادة الصادقة
الإرادة الصادقة هي الترجمة العملية للنية الصادقة فمن كانت نيته صادقة و تبرأ من ذنوبه سهُل عليه الصيام و القيام. و الإرادة الصادقة هي القيام لصلاة الفجر هي الذهاب إلى المساجد في كل الصلوات و الإكثار من النوافل و السنن و الذكر و الصدقة.
4- التفرغ من الأشغال الدنيوية قدر المستطاع
كثيرًا من الناس يشتغلون في شهر رمضان بأمورً هُم في غنى كالخروج و التجوال في الأسواق لشراء الملابس و بإمكانهم شراؤها قبل الشهر الفضيل فهكذا يوفرون وقتا أكثر للتفرغ للعبادات.
حاول أن تستغل كل الفرص المتاحة لك فإن كنت في إجازة فيُمكنك الاِعتكاف أطول مدة ممكنة في المسجد و من له دوام في المكتب يمكنه ان يستغل بين الفترة الأخرى في الذكر و يتجنب لغو الحديث الفارغ و يستغل كل دقيقة في الذكر فيذكر الله في الطريق و في كل وقت.
و لك أختي أن لا تُشغلي نفسك في المطبخ كثيرًا حتى تضيعي وقتك و يمكنك الإستفادة من هذا المقال لتوفير الوقت للعبادبات و الطاعات.
إقرأ أيضا:أول أيام رمضان في الدول العربية و الإسلامية5- تعلم أحكام الصيام
الصيام ركن من أركان الإسلام وجب علينا أداؤه على الوجه المقبول لذا وجب علينا الإلمام بأحكامه حتى لا نُضيع أعمالنا بهفوات أو مفطرات عن جهل منا , فلذا ينبغي علينا تعلم هذه الأحكام قبل بلوغ الشهر.
6-الدعاء
التوفيق و السداد من الله لذا وجب علينا أن ندعو الله أن يُوفقنا لصيام الشهر الفضيل و أن يُبارك لنا فيه فالله يُحبّ من يدعوه و يتقرب إليه و تأكد أخي المسلم أن الله لا يردّ من يسأله. اللهم وفقنا لطاعتك , وحل بيننا وبين معاصيك.
اللهم بلغنا رمضان و وفقنا فيه لما تحب و ترضى و ضاعف لنا حسناتنا يا رب و تجاوز عن سيئاتنا.