جرت العادة عند كل المسلمين على الإفطار على التمر في رمضان و هذا إقتداءً بسُنّة الحبيب المصطفى في قوله ( إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ فَإِنَّهُ بَرَكَةٌ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ تَمْرًا فَالْمَاءُ فَإِنَّهُ طَهُورٌ)من سنن الترمذي: عن ” سلمان بن عامر “. وأخرجه أبو داود في صحيح الجامع الصغير.
بعد ساعات الصيام يكون المرء في حاجة للمصدر طاقة و للماء.
التمر فيه خمس وسبعون بالمائة من جزئه المأكول مواد سكرية أحادية سهلة الهضم و تنتقل من الفم إلى الدم في أقلَ من عشر دقائق، (وهو وقت صلاة المغرب) و بالتالي يتنبه مركز الإحساس بالشبع في الجملة العصبية بسرعة فيشعر الصائم بالاكتفاء فيستطيع بعدها الإقبال على الطعام باعتدال و ليس بنهم حتى لا يضر بمعدته. و أيضًا هذه الدقائق كفيلة برفع نسبة السكر في الدم إلى المستوى الطبيعي و بالتالي عودة نشاط الجسم وحيويته. كما أنه مفيد لزوغان البصر و ضعف تركيز النظر الذي كثيراً ما يُصيب الصائمين.
و في الأخير فإن المعدة التي كانت في حالة راحة طيلة النهار تحتاج العودة للعمل ببطء و برفقة و التمر سهل الهضم سهل الإمتصاص و لا يُرهق المعدة.
ومن هنا تظهر لنا الحكمة النبوية في البدء بتناول التمر أولًا، ثم بعد الصلاة،يُمكن للصائم تناول إفطاره دون شعور بالتخمة أو الامتلاء.