محبة الله هي الكنز الحقيقي في هذه الدنيا فمن احبه الله فليس يهمه من أمر الدنيا و لا الآخرة شيء.
الإقبال على النوافل فقد قال الله عز وجل – في الحديث القدسي – : “وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، “[1]، ومن النوافل: نوافل الصلاة,الصدقة, الصيام, العمرة و الحج.
اتباع هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم من دلالات حبِّ اللهِ للعبد و هذا نزولاً عند قوله عز و جل ؛ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [2].
محبة الايمان و الأعمال الصالحة فتجد رغبة و إقبالا على عمل الصالحات و في المقابل تجد في نفسك نفورا من لآثام وهذا بدليل الآية من قوله تعالى (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ)[3]
محبة الناس لك و حُسن الخُلُق معهم فتجد كل من جالسك يحبك و يحترمك و يذكُرك بالخير خاصة من بدا صلاحهم وهذا مصداقًا لقوله صلى الله عليه و سلّم (إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل: إنّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحبِبْه، فيُحِبُّه جبريلُ، فيُنادي جبريلُ في أهل السّماءِ: إنّ اللهَ يحبُّ فلاناً فأحِبُّوه، فيُحِبُّه أهل السّماء، ثمّ يوضَع له القبولُ في الأرضِ).[4]
الإبتلاء فالله سبحانه و تعالى يبتلي عباده الصالحين ليرفع من درجات إيمانهم و ليلقوه و قد خفف عنهم من سيئاتهم فالإبتلاء يكون على قدر الإيمان و الانبياء هم أكثر الناس إبتلاء. وفي هذا عن مصعب بن سعد, عن أبيه, قال : ” قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ ، قَالَ: ( الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ ، فَمَا يَبْرَحُ البَلَاءُ بِالعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ )[5].
حسن الخاتمة من دلالات حبِّ الله لعبده فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِعَبْدٍ خَيْرًا عَسَلَهُ قِيلَ وَمَا عَسَلُهُ قَالَ يَفْتَحُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ عَمَلًا صَالِحًا قَبْلَ مَوْتِهِ ثُمَّ يَقْبِضُهُ عَلَيْهِ “[6]
اللهم ارزقنا حبَّك و حبَّ من يحبُّك و ارزقنا حسن الخاتمة.
[1]. صحيح البخاري (7 / 190 )
[2]. الآية 31 سورة آل عمران
[3]. الآية 7 سورة الحجرات
[4]. صحيح مسلم 229
[5]. رواه الترمذي (2398) وصححه ، وابن ماجة (4023)
[6]رواه أحمد 17330 وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1114.