إسلاميات

درس في العفة ‘سيدنا يوسف عليه السلام’

Capture4 درس في العفة 'سيدنا يوسف عليه السلام'
Capture4 درس في العفة 'سيدنا يوسف عليه السلام'
من منّا لا يعرف قصة سيدنا يوسف عليه السلام، تلك التي قال عنها المولى عز وجل في كتابه العزيز: ”  نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ  “.الآية 3 , سورة يوسف.
قصة نتعلم منها معنى التوحيد الحقيقي ونتدبر فيها قوله تعالى ” والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون “
لكن ما شدني في هاته القصة التي خلدها القرءان العظيم بين آياته، هو ذلك الإبتلاء الشديد الذي تعرض له هذا النبي الكريم، والذي أظن أن معظم الناس سيفشل حتما إذا قدر الله ووقع في نفس المأزق.
أولا، لنتعرف على حيثيات وتفاصيل القضية حتى نتصور الموقف جيدا، ونتعلم الدرس.
لنتمعن جيدا في النقاط التالية:
1/ كان سيدنا يوسف عليه السلام شابًّا وليس شيخًا.
2/ كان أعزبا،و لم يكن متزوجًا يعد.
3/ كان غريبا، والغريب تدعوه نفسه للمعصية أكثر من صاحب البلد المعروف بين الناس.
4/ كان مملوكا لدى زوجة عزيز مصر، مما يعني أنه يجب عليه تطبيق الأوامر.
5/ إمرأة العزيز هي التي دعته، مما يعني أنها ليست مرغمة، بل هي تريد المعصية بإرادتها الكاملة.
6/ كانت إمرأة العزيز جميلة جدا و ليست دميمة أو قبيحة الشكل.
7/ قامت بغلق جميع الأبواب حتى لا يطلع أحد عليهما.
8/ الأمر سيبقى طي الكتمان، فلا يمكن أن تفضحه إمرأة العزيز لأنها بذلك ستفضح نفسها.
9/ قامت بتهديده بالسجن بعد أن رفض إجابة طلبها.
10/ إستعانت عليه بالنسوة اللاتي قامت باستضافتهن في بيتها.
11/ زوجها عزيز مصر ليس غيورا على عرضه.

إذن، سيدنا يوسف عليه السلام، شاب وسيم، يعيش مرحلة الشباب ، كان مملوكا لدى عزيز مصر في قصره.
إمرأة العزيز، إمرأة ذو مكانة عالية في المجتمع، جميلة  و أوامرها مطاعة. 
قامت هاته المرأة بإستدعاء هذ الشاب الموحد إلى غرفتها، ولم يكن له بد من الاستجابة لأنها كان خادما لديها ولدى زوجها عزيز مصر، قامت بغلق جميع الأبواب، ولبست أجمل الثياب وتزينت أحسن زينة.
كان الموقف معد مئة بالمئة، أولا هي التي دعته، وهي سيدته لا يمكن أن يرد لها طلبا، وثانيا لن تفضحه لأنها بذلك ستفضح نفسها، وثالثا، كل الأبواب مقفلة ومحكمة الغلق. 
إلا أن هناك بابا لم تقم بغلقه ولن تستطيع حتى و إن أرادت ذلك، وهو باب الاتصال والتواصل مع الله وهو باب خاص بالموحدين. نعم كان التوحيد في قلب سيدنا يوسف عليه السلام هو الحاجز الذي جعله يقول بصوت حازم: ” قال معاذ الله “. 
أيها الشباب، التوحيد هو السبيل الوحيد لمواجهة هذا السيل الجارف من الفتن والشهوات التي تحوم حولنا ليل نهار، فالله عز وجل هو الملجأ وهو المعين على الثبات على الدين في الأوقات الصعبة، فلا حول عن المعصية ولا قوة على الطاعة إلا بالله.
وكإضافة أخيرة، القصص في القرءان الكريم لم توضع للمتعة والترفيه عن النفس، وإنما أوردها الله في كتابه حتى نتدبرها ونستخلص منها الدروس والعبر. وقصة سيدنا يوسف عليه السلام هي موجهة بالذات للشباب، وفيها الكثير والكثير من العبر، ربما نسرد بعضها في مقالات أخرى قادمة إن شاء الله.
السابق
وكذلك ننج المومنين
التالي
أول كلمة هي إقرأ…