تطوير الذات

أول كلمة هي إقرأ…

Capture78 أول كلمة هي إقرأ...
Capture78 أول كلمة هي إقرأ...
لقد إرتأينا أن نكتب هذه المقالة لمشاركة بعض الخواطر حول أول آية أنزلت من القرءان الكريم، نظرا لأنها تحمل مبدأ عظيما وهدفا ساميا نحن في أشد الحاجة إليه هاته الأيام، ألا وهو: طلب العلم.
أول كلمة من القرءان الكريم أنزلت على سيدنا محمد هي: إقرأ. ولهذا الأمر دلالات كثيرة.
لماذا لم تكن صل، صم أو جاهد وغيرها من الأمور التي نتعبد بها الله عز وجل. لماذا إقرأ؟
 إقرأ، لأن القراءة هي الطريق وهي المفتاح لكل الأمور الأخرى. قبل أن تعبد الله، عليك أولا أن تعرف كيف تعبده. وحتى تعرف، عليك أن تقرأ. 
إذن، أول أمر إلهي وجه إلى الحبيب عليه الصلاة والسلام، هو القراءة. وهو في الوقت ذاته أمر إلينا بالقراءة وطلب العلم. فهل يا ترى طبقنا الأمر؟ أظن أنه لا داعي للإجابة على هذا التساؤل لأننا نعرف الإجابة. يقول الله عز وجل: ” وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ” الآية 56 سورة الذاريّات.
 حسنا، لقد أوجدنا الله على الأرض حتى نقوم بعبادته، ولكن قبل العبادة، علينا أن نتعلم طريقة العبادة. وهذا يجعلنا نستنتج أن طلب العلم فرض عين على كل مسلم ومسلمة. علينا هنا أن نوضّح شيئًا إلتبس فهمه على معظم الناس، و هو العبادة. مفهوم العبادة يشمل أمور الدين والدنيا معًا. العبادة ليست فقط الصلاة، الصوم، الزكاة وغيرها، بل هي أيضا إماطة الأذى عن الطريق، التبسم وإدخال السرور على الآخرين، إتقان التخصص أوالعمل…الخ
 أريد أن أصل إلى الخلاصة التي تقول: كل شئ تقوم به يمكن أن يتحول إلى عمل إذا كان خالصا لوجه الله وموافقا لشرعه.
إذن، العلم هو الأساس الذي يقف عليه هذا الدين العظيم. ومادام الأمر هكذا، فلا بد لأمة محمد أن تكون الأمية فيها صفرا وليس اليابان وغيرها من الدول الغربية. والحمد لله، كل الوسائل الأساسية للطلب متوفرة، بقيت فقط الإرادة والعزيمة والصبر على التلقي.
و في الختام أبياتٌ للإمام الشافعي رحمه الله:
العلم مغرس كل فخر فافتخر    واحذر أن يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلم ليس يناله    من همه في مطعم أو ملبس
إلا أخو العلم الذي يعنى به     في حالتيه: عاريا أو مكتسي
فاجعل لنفسك منه حظا وافرا    واهجر له طيب الرقاد وعبس
فلعل يوما إن حضرت بمجلس    كنت الرئيس وفخر ذاك المجلس
السابق
درس في العفة ‘سيدنا يوسف عليه السلام’
التالي
فوائد السحور في رمضان